سلسلة طويلة من المواجهات الضارية والمعارك المستميتة، خاضها فنانون ومشاهير عالميون ضد تجاربهم القاسية مع المرض، ليحولها الكثير منهم بقوة العزيمة والإرادة، إلى تجارب نجاح ألهمت عشاقهم ومتابعيهم في مختلف أقطاب العالم، ولعل النماذج الأخيرة لتجارب أزمات المشاهير الصحية التي كشفت عنها الصحافة الفنية، أخيراً، في المشهد الفني العالمي، أبرز دليل على أن واقع النجوم ليس مبهجاً طوال الوقت، وإنما مليء بالمآزق والصراعات المصيرية التي خاضها معظمهم بكثير من الثقة والأمل ليلهموا جميع من حولهم.

سيلين ديون.. تتحدى الألم

شكّلت النجمة الكندية سيلين ديون، مفاجأة جميلة للجمهور الذي تابع إطلالتها في حفل توزيع جوائز «غرامي» بنسخته الـ66، حيث ظهرت بصحة جيدة بعد فترة غياب ومعلومات متضاربة عن حالتها الصحية، وذلك، على خلفية إعلانها إلغاء نحو 40 حفلة كان من المقرر إقامتها في بقاع مختلفة من أوروبا، وكشفت النجمة النقاب عن إصابتها بمرض عصبي نادر يُسمى «متلازمة الشخص المتيبس» الذي يصيب شخصاً واحداً في المليون، والذي تسبب في شل حركة النجمة وإخضاعها للعلاج المستمر، ليضطرها بعد ذلك إلى إلغاء معظم حفلاتها بسبب صعوبة التحرك والنشاط والأداء.

بروس ويليس.. مصير مجهول

في مارس من عام 2022، أعلنت (رومر)، ابنة بروس ويليس، انسحاب والدها من الساحة وإنهاء حياته المهنية بسبب إصابته بمرض الحبسة الكلامية، وهو مرض يؤثر في قدراته المعرفية والإدراكية. وطبقاً لمصادر طبية، فإن مرض «الحبسة الكلامية» يمنع من القدرة على التواصل، ويمكن أن يؤثر في إمكانات الشخص على التحدث والكتابة وفهم اللغة، شفهياً وكتابياً، فيما يمكن أن تتطور الحبسة الكلامية لتتسبب في عدد من المشكلات المؤثرة في الحياة اليومية للمريض، ومختلف الوظائف والعلاقات بالآخرين، وكذلك القدرة على أداء المهام اليومية بشكل عادي.

جاستن بيبر.. انسحاب قسري

من ناحية أخرى، هزّ خبر إصابة المغني الكندي جاستن بيبر، بمرض مفاجئ العالم بأسره، ففي سبتمبر 2022، اضطر النجم إلى إنهاء جولته الفنية بعد ملاحظة معاناته من شلل في الوجه يُدعى متلازمة رامزي هانت العصبية، وقد ألغى النجم بالفعل مواعيده بحثاً عن الراحة وحفاظاً على صحته، وصولاً إلى إلغاء نجم البوب مواعيد أكثر من جولة عالمية. فيما أوضح في المقابل لجمهوره أن مرضه تجلى في البداية من خلال مشكلة أثرت في أعصاب أذنه ووجهه، لتتسبب بشكل منتظم في شلل واضح في الوجه وإرهاق شديد. وتظهر «متلازمة رامزي هانت» أو «الهربس النطاقي الأذني» عندما يؤثر مرض الهربس النطاقي، الذي يظهر على شكل طفح جلدي، في العصب الوجهي قرب إحدى الأذنين. وإضافة إلى الطفح المؤلم الناتج عنها، يمكن أن تسبب هذه المتلازمة شللاً وجهياً وفقداناً للسمع.

سيلينا غوميز.. المرض يثقل كاهلي

منذ تشخيصها بالمرض في عام 2015، كانت النجمة سيلينا غوميز صريحة في إعلان حالتها ونشر تفاصيل معاناتها من مرض (الذئبة)، وهو مرض مناعي ذاتي مزمن يتسبب في مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجته ويسبب مرضاً التهابياً أكثر مما يدركه معظم الناس، الأمر الذي اضطرها إلى الخضوع لأول علاج كيميائي في عام 2014. أما في عام 2017، فتضررت إحدى كليتي سيلينا بشدة من المرض لدرجة احتياجها إلى عملية زرع ساعدتها عليها صديقتها المقربة التي تبرعت لها بكليتها لإنقاذها من الموت المحتوم. فيما قالت النجمة، إنها تعتبر نفسها «محظوظة» لكونها على قيد الحياة، وإن العلاج الذي تخضع له لتجنب الانتكاس، سيمنعها من إنجاب الأطفال، لتتشارك تجاربها بشجاعة على منصات مثل TikTok، بهدف نشر الوعي وتشجيع الناس على قبول الذات.

ليدي غاغا.. معركة غير مرئية

رغم أدائها المتألق على المسرح في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ95 في مارس 2023، فإن معظم معجبي النجمة، أعربوا عن قلقهم بشأن ملاحظة «الحزن» الظاهر في عينيها، في الوقت الذي أشار آخرون إلى أن النجمة تعاني مرض «فيبروميالغيا» يسبب لها اكتئاباً حاداً.

وكانت النجمة في وقت لاحق في 2017، قد أجبرت على إلغاء جولتها الأوروبية بسبب معاناتها من مرض الألم العضلي الليفي، الذي يسبب آلاماً وتعباً في الأوتار والأربطة والعضلات على نطاق واسع، فضلاً عن مشكلات في الذاكرة والأرق، حيث أسرت النجمة لجمهورها خلال مؤتمر صحافي، بمعركتها اليومية ضد الأوجاع المزمنة، ومن ثم خضوعها لعلاجات تقلل من حدة الألم.

ويني هارلو.. تتحدى البهاق

تقدم عارضة الأزياء ونجمة منصات التواصل الاجتماعي الكندية، ويني هارلو، نموذجاً حقيقياً وملهماً لمن حولها، باعتبار ما أظهرته منذ صغرها من رباطة جأش وقوة في تحدي إصابتها بداء البهاق، إلا أن المفاجأة كانت عدم تشكيل إصابتها عائقاً أمام أحلامها وغاياتها بتحقيق نجومية كاسحة، واستكمال طريقها في مجال عروض الأزياء العالمية.

ليدي غاغا تعاني مرض «فيبروميالغيا» يسبب لها اكتئاباً حاداً وآلاماً وتعباً في الأوتار والأربطة والعضلات.